رحلة يوهانا بيرسون من مدينة سويدية ساحلية إلى بطولة “ون”: “أريد حقاً الاستمتاع بهذه اللحظة”
تمتلك النجمة السويدية يوهانا بيرسون فرصة حياتها عندما تتحدى بطلة العالم أليشا هيلين رودريغيز على لقب المواي تاي عن فئة وزن الذرة للسيدات فجر السبت في 12 تموز/يوليو.
المواجهة المصيرية ستُقام في الحدث الرئيسي لعرض ONE Fight Night 33: Rodrigues vs. Persson وستمثّل نزال المقاتلة البالغة من العمر 30 عاماً الأول في أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم.
بيرسون، التي تقسم وقتها للتدريب في معسكري Gefle Fight Camp و Sitjaopho Muaythai، فرصة لتحقيق ما لم يفعله سوى عدد قليل من المقاتلين المحترفين – انتزاع الحزام الذهبي في نزالها الأول في بطولة “ون”.
قبل إقامة هذه المعركة القوية على حلبة “لومبيني” في العاصمة التايلاندية بانكوك، نستعرض رحلة صعود النجمة الإسكندنافية وصولاً إلى انضمامها إلى بطولة “ون”.
من الروابط العائلية إلى أحلام القتال
بدأت رحلة بيرسون في بلدة جافل الساحلية السويدية الجميلة حيث نشأت على يدي والديها لارس وبيرغيتا إلى جانب أخيها الأكبر كارل في أسرة متماسكة تؤكد على القيم العائلية فوق كل شيء آخر.
وقالت النجمة السويدية لموقع onefc.com إنّ نشأتها كانت مبنية على أساس من الترابط والعمل الجاد:
“نشأت في عائلة بسيطة حيث عمل والداي بجدّ وحرصا على أن تحافظ عائلتنا على رابطة متينة في كل وقت. كنا نتناول الطعام معاً، ونخرج معاً، ونقوم بأشياء أخرى كثيرة معاً، مثل العطلات والإجازات”.
مثل معظم الأطفال في البلاد، انجذبت بيرسون نحو الأنشطة الخارجية والرياضة، حيث أصبحت كرة القدم شغفها الرياضي الأساسي خلال سنوات مراهقتها.
على الرغم من تألقها في اللعبة كمهاجمة قادرة على تسجيل الأهداف، إلا أن حماسها التنافسي كان يتغلب عليها في كثير من الأحيان، لسوء الحظ.
وقالت بيرسون:
“كنت ألعب كرة القدم عندما كنت في سن صغيرة في الـ15 أو الـ16 من العمر. كنت عدوانية جداً. تلقيت الكثير من البطاقات الحمراء بسبب كثرة الأخطاء”.
اكتشاف بيرسون للمواي تاي جاء من خلال الصدفة البحتة أثناء سنوات دراستها الجامعية.
فقد شاهدت صديقتها وهي تتدرب في صفّ بإشراف مدربها المستقبلي ديفيد لينبيرغ في نادي Gefle Fight Camp، وفي غضون أسابيع، سجّلت نفسها في النادي وشقت طريقها إلى عالم “السترايكينغ”.
وقالت السويدية، متذكرةً تلك المرحلة:
“بدأت في التدريب لأنني كنت بحاجة لفعل شيء والقيام ببعض التمارين. وبعد ثلاثة أشهر، سألني مدربي إن كنتُ أرغب في القتال. بعد ذلك، أصبح لتدريبي هدفٌ أكبر، ثم انغمستُ فيه، والباقي، كما يُقال، أصبح تاريخًا. واصلتُ التدريب”.
صعود سريع إلى القمة
مثّل دخول بيرسون إلى المواي تاي وهي تبلغ من العمر 23 عاماً بداية رحلة امتدت إلى سبع سنوات أخذتها من مبتدئة إلى بطلة عالمية.
رسّخت المقاتلة نفسها سريعاً في مشهد المواي تاي للهواة عبر سلسلة من الانتصارات من بينها عدد أتت عن طريق الضربة القاضية. غير أنّ جائحة كورونا أوقفت رحلتها في الفنون القتالية للهواة فجأةً، مما أجبرها على اتخاذ قرار حاسم بشأن مستقبلها.
في حين لم يكُن المدرب لينبيرغ متأكد في البداية من تأثير عمليات الإغلاق على مسارها كمقاتلة، إلا أنه سرعان ما أدرك الفرصة لتسريع تطورها من خلال انتقالها للقتال كمحترفة.
وقالت بيرسون:
“الانتقال للاحتراف لم يكُن صعباً في الواقع. أعتقد أنه كان سلساً. واصلتُ القتال بنفس الطريقة التي كنتُ أقاتل بها دائماً. لكن الانتقال إلى المنافسة الاحترافية حدث بسرعة كبيرة، قبل أوانه، لأنه جاء خلال جائحة كورونا”.
في غضون عامين، انضمت بيرسون إلى منتخب السويد للمواي تاي ومثّلت بلدها في بطولة العالم في بانكوك في كانون الأول/ديسمبر من العام 2021.
استمر صعود بيرسون على الساحة العالمية بانتصارات عديدة في منظمات مختلفة. وقد أحرزت حزامي المواي تاي النوردي وأوروبا في المجلس العالمي للمواي تاي (WMC) إضافةً إلى حزام وزن القشة في الرابطة الدولية لرياضة الكاراتيه (ISKA).
ولكن أهم انتصاراتها على الإطلاق جاء في نيسان/أبريل عندما فازت على الإسكتلندية رونا ووكر على أرض الأخيرة لتنتزع بطولة العالم في المواي تاي في المجلس العالمي للملاكمة (WBC) العريقة.
لا تزال تلك اللحظة تسبب لها القشعريرة حتى يومنا هذا:
“كان شعوراً لا يُصدق، فقد سبق لي الفوز ببعض الأحزمة، لكنّ الأخضر والذهبي ظلّا في ذهني لفترةٍ طويلة. عندما حصلتُ على الحزام، شعرتُ تلقائياً أن هذا هو المكان الذي يجب أن أكون فيه، هذا هو المكان الذي أشعر فيه براحةٍ لا تُوصف”.
تحقيق أحلامها في بطولة “ون”
إن سعي بيرسون الدؤوب نحو التميّز قد قادها أخيراً إلى بطولة “ون”، حيث ستختبر مهاراتها ضد أفضل فناني الدفاع عن النفس على الساحة العالمية.
تمثّل تلك اللحظة ذروة التضحية بالدم والعرق والدموع التي بذلتها في حياتها المهنية منذ دخولها النادي لأول مرة في عام 2018.
وكما فسّر المدرب لينبيرغ، فإنّ أسلوبها تمحور حول حصولها على مكان في أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم، الأمر الذي يجعل من نزالها في الحدث الرئيسي لعرض ONE Fight Night 33 بمثابة تحقيق لهدفها الرئيسي.
الآن، وهي أمام فرصة لانتزاع حزام وزن الذرة في المواي تاي للسيدات، فإنّ بيرسون، التي تدخل إلى النزال القادم بسلسلة من سبعة انتصارات متتالية، تقف على أعتاب تحقيق أبرز إنجازاتها حتى اليوم.
لقد اعتمدت النجمة السويدية على الإعداد الذهني الدقيق لهذه اللحظة الحاسمة في مسيرتها الاحترافية، مدركةً أن النجاح على هذا المستوى يتطلب أكثر من مجرد الاستعداد البدني.
وقالت بيرسون:
“أحاول أن أرى كل شيء وأتخيل كيف ستسير المباراة. من دخول الحلبة إلى الثواني الأولى من النزال، والجولات، وما إلى ذلك. أحاول أن أعتاد على الشعور وكل ما يحيط بهذه الفرصة. والأهم من ذلك، سأفعل كل ما أفعله عادةً قبل أي نزال”.
ليس من المعتاد أن يحصل المقاتلون على فرصة التحدي للحصول على لقب عالمي في نزالهم لأول في منظمة “ون”، وتدرك بيرسون ذلك جيداً.
ولكن بدلاً من السماح لحجم هذه الفرصة بالتسبب في ضغط هائل، اختارت السويدية احتضان اللحظة بتقدير حقيقي لمدى ندرة مثل هذه الفرص حقاً.
وقالت بيرسون:
“أحاول فقط الاستمتاع باللحظة، فكم مرةً سيحدث لي هذا؟ لا أعلم. بغض النظر عن الضغط، أريد فقط الاستمتاع بهذه اللحظة حقاً بدلاً من الشعور بالتوتر أو القلق”.