نبيل عنان يتحدث عن علاقته الوثيقة بيونس: “كالأخوة والأصدقاء المقربين”
يتردد صدى إيقاع القفازات التي تصطدم بالوسادات وضربات الحبل الثابتة عبر جدران منزل عنان يومياً – هذه هي الموسيقى التصويرية للمحاربين في طور التكوين.
بطل العالم في المواي تاي عن فئة وزن الديك نبيل عنان هو أكثر من يعرف شقيقه الأصغر يونس عنان.
فقد تدرّب الأخوان معاً لسنوات طويلة وكانت ساعاتهم التي لا تُعد ولا تُحصى في النادي الرياضي سبباً في بناء شيء أعمق من الدم الذي يجمعهم – علاقة مبنية على الكدمات والتفاني والأحلام التي تمتد إلى ما هو أبعد من الحلبة.
من جلسات التدريب في مرحلة الطفولة إلى الأضواء الساطعة لأكبر منظمة للفنون القتالية في العالم، كان يونس أكثر من مجرد شقيق نبيل الأصغر – لقد كان حليفه الأكثر ثقة، والشخص الوحيد الذي شهد كل انتصار، وكل انتكاسة، وكل لحظة صنعت بطلاً عالمياً.
وقال البطل:
“نحن كالأخوين والأصدقاء المقربين. نشجع بعضنا البعض، كالأصدقاء تماماً”.
إن علاقتهما أعمق من معظم الإخوة.
عندما كانا طفلين، كانا يتحركان بإيقاع مثالي – جلسات تدريب صباحية تليها واجبات منزلية بعد الظهر، ثم يتدربون في النادي الرياضي قبل المصارعة على أجهزة التحكم في ألعاب الفيديو في المنزل.
يومًا بعد يوم، كانا يتبادلان عادات بعضهما البعض حتى أصبحا قادرين على قراءة أفكار بعضهما البعض بنظرة واحدة. ما بدأ كأخوين يتشاركان غرفة نوم واحدة، تطور إلى مقاتلين يستطيعان توقع كل حركة للآخر، سواء في الحلبة أو في الحياة.
وقال نبيل:
“عندما كنا أصغر سناً، كنا ننام في نفس الغرفة. وحتى الآن، لم نفصل غرفنا إلا منذ بضعة أشهر تقريباً. قبل ذلك، كنا دائماً ننام معاً. نفعل كل شيء معاً. نحن قريبان جداً. نعرف كل شيء عن بعضنا البعض”.
تلك الرابطة التي نشأت بينهما منذ الطفولة تُغذّي مسيرتهما المهنية. فحتى مع سيطرة نبيل على فئة وزن الديك في بطولة “ون”، لا ينظر إلى يونس كأخيه الأصغر، بل كندٍّ له.
بدأت رحلتهما المتوازية تقريباً في نفس الوقت، حيث خطا طفلان نفس المسار بنفس التوجيه والدعم، وبنيا أحلاماً متطابقة ستأخذهما في النهاية إلى المسرح العالمي.
وقال:
“بدأنا كل شيء في الوقت نفسه. كنت في الـ11 من العمر وكان في الثامنة عندما بدأنا. والدي كان خلفي وخلفه. كل شيء كما هو. هو فقط أصغر مني بقليل، وليس بطولي.
“أمي كأي أم، لم تُرِدْني أن أقاتل لأنها كانت خائفة. لكن والدي كان يُساندني. حتى أخي الصغير يُقاتل، فكانت ثلاثة ضد واحد. لم تستطع قول شيء لأننا جميعاً نحب هذه الرياضة. لكنها تُساندنا بشدة”.
نبيل يشيد بشقيقه الأصغر يونس: “هو أفضل مني من الناحية التقنية”
شاهد نبيل عنان نمو يونس في “فن الأطراف الثمانية” بفخر، مشيراً إلى أن شقيقه الأصغر يجلب أسلوب قتال مميز إلى الحلبة.
يسد يونس ضربات دقيقة وركلات حادة وحركات سلسة – وهو الأسلوب الذي جعله يصبح أصغر بطل مواي تاي في المجلس العالمي للملاكمة (WBC).
على مدار عدد لا يُحصى من جلسات التدريب، رأى بطل المواي تايعن فئة وزن الديك كيف أصبحت هذه الصفات تميّز أسلوب يونس عن العديد من المقاتلين في سنه.
وقال نبيل:
“إنه أفضل مني من الناحية التقنية. يسدد الركلات بشكل جيد وتحركاته جيدة جداً.
“كان شرساً للغاية في نزاله الأول. الآن، هو مقاتل أكثر تقنية، ولكن مؤخراً، عاد إلى الشراسة مجدداً. يمكنه أن يغيّر أسلوبه القتالي حسب خصمه”.
أظهر يونس قدرته على التأقلم على الساحة العالمية.
في نزاله الأول في المنظمة ضمن عرض ONE Friday Fights 114 في حزيران/يونيو، حقق النجم البالغ من العمر 18 عاماً انتصاراً بإجماع الحكام على ليو جونشاو في نزال متقارب بقواعد المواي تاي ضمن فئة وزن القشة.
منذ قرع جرس البداية، تعامل يونس مع النزال بحذر حيث كان يضبط توقيت هجماته المرتدة لقطع هجمات ليو، ويدفعه إلى المبالغة في الهجوم، ثم الرد بضربات بالركبة مع إمساكه بالخصم.
تلك الليلة كانت كبيرة للأخوين.
في حين كان يونس يحتفل بفوزه الأول، كان نبيل يصنع التاريخ بعد ساعات قليلة فقط – حيث تم ترقيته رسمياً إلى بطل العالم بلا منازع في المواي تاي عن فئة وزن الديك بعدما كان البطل المؤقت للفئة الوزنية.
الآن، يتسلق يونس المراتب ويطارد لقبه العالمي في بطولة “ون”، يبقى نبيل بالضبط حيث كان دائماً – في زاوية شقيقه.
وقال نبيل:
“في كل مرة يحتاج فيها إلى المساعدة، أكون دائماً هناك”.