بطل وزن القشة في الفنون القتالية المختلطة جوشوا باسيو يتحدث عن إرثه ويتطلع إلى تحديات جديدة

لقد كانت مسيرة بطل العالم في الفنون القتالية المختلطة عن فئة الوزن القشة جوشوا باسيو في بطولة “ون” أكثر من استثنائية.
فقد رسّخ النجم الفلبيني نفسهك أحد أفضل مقاتلي وزن القشة في تاريخ الفنون القتالية المختلطة بعدما أحرز الحزام أكثر من مرة وخاض معارك آسرة أمتعت الجمهور حول العالم. المقاتل البالغ من العمر 29 عاماً، المُلقب بـ”ذا باشن”، استمرّ في إثبات أنه ينتمي إلى قمة وزن القشة.
آخر انتصاراته جاء في شباط/فبراير خلال عرض ONE 171 حيث أطاح بخصمه القديم الجديد جاريد بروكس بالضربة القاضية التقنية خلال الجولة الثانية وينجح في توحيد لقب الفنون القتالية المختلطة عن فئة وزن القشة.
بعدما كرّس مكانته ضمن فئة وزن القشة، يتطلع باسيو إلى المستقبل – سواء كان ذلك يعني الدفاع عن لقبه مرة أخرى، أو الانتقال إلى وزن الذبابة، أو حتى اختبار نفسه في القتال بقواعد مختلطة.
لقد اتسم طريق باسيو نحو العظمة بالمثابرة والإيمان. وبالنظر إلى مسيرته الحافلة بالنجاحات، والتي امتدت لـ 18 نزالاً في بطولة “ون”، صرّح بطل العالم الحالي لموقع onefc.com بأنه يعزو نجاحه إلى قوة عليا:
“بالنسبة لي، أنا مجرد إناء استخدمه الله على هذه المنصة. لولاه، لما كنا هنا. هذه الإنجازات تحققت بفضله. عندما أفكر في رحلتي هنا في وزن القشة، لقد مرت سنوات طويلة. أنا في غاية السعادة. خضت العديد من النزالات الثلات، ومواجهات العودة – تمكنا من الفوز بها جميعاً. لقد كانت رحلة رائعة”.
بدأ “ذا باشن” مشواره في بطولة “ون” عام 2016 بانتصارين عن طريق الإنهاء.
بعدما تعرض للهزيمة عن طريق الإخضاع على اليد الياباني المخضرم يوشيتاكا نايتو، رفض باسيو التخلي عن حلمه بالفوز بالحزام الذهبي. في أيلول/سبتمبر عام 2018، فاز باللقب العالمي عن فئة وزن القشة في الفنون القتالية المختلطة لأول مرة بإجماع الحكام على خصمه الذي كان قد حرمه من اللقب قبل عامين.
منذ ذلك الحين، خاض باسيو عدداً من أكثر النزالات حماسةً على اللقب العالمي في تاريخ بطولة “ون”. وقد نجح في الدفاع عن حزامه أكثر من مرة وارتقى إلى مستوى التوقعات في المواجهات الكبرى.
وقد منحته هذه الإنجازات إشادة كبيرة من عالم الفنون القتالية المختلطة، بما فيها من زميله السابق في فريق Team Lakay ليدو أديوانغ:
“قال ليتو أيضاً إنني أفضل مقاتل في وزن القشة على مر التاريخ، ولكنني لا أفكر في هذا اللقب حقاً. كل ما أفكر فيه هو كيفية تحسين أدائي كمقاتل في فنون القتال المختلطة.
“ما أضعه في ذهني هو أن الفلبين لا تملك ذرة أمل عندما يتعلق الأمر بالقتال الأرضي. هذه هي الأشياء التي اعتدت على قراءتها في كثير من الأحيان.
أريد أن أثبت للنقّاد أنه حتى وإن لم يكن لدى المقاتلين الفلبينيين الموارد والدعم المناسب، فبإمكاننا أن نصبح أبطال العالم ونحافظ على الألقاب. يمكننا الدفاع عن هذه الألقاب حتى نصل إلى ذروة مسيرتنا”.
إنّ التزام باسيو برفع مستوى الفنون القتالية المختلطة الفلبينية لا يقتصر على إنجازاته الشخصية.
أصبح الآن قائداً في منظمة ليونز نيشن للفنون القتالية المختلطة، ويُعدّ مصدر إلهام ومرشداً للمقاتلين الشباب. وقد ساهم نجاحه في تغيير النظرة السائدة عن مقاتلي الرياضة القتالية الشاملة الفلبينيين، لا سيما فيما يتعلق بقدراتهم على المصارعة.
إضافةً إلى ذلك، فهو يُدرك المسؤولية المترتبة على مكانته. إنه يُقاتل من أجل أمة بأكملها من مُحبي الرياضات القتالية الذين يرون فيه دليلاً على أن كل شيء ممكن بالتفاني والسلوك الصحيح.
“الأمر يتعلق في الواقع بعقلية المقاتل. خلال ثلاث سنوات، رأينا المقاتلين الجدد يُقدمون مستوى قتالياً أعلى. كما قلتُ، أنت مُجبرٌ حقاً على الارتقاء بمستواك. هذه كانت عقليتي حقاً – علينا الارتقاء بتدريبنا وأسلوب حياتنا. علينا بذل جهدٍ أكبر بثلاث مرات في التدريب.
“علينا حقاً محاكاة تدريبات المقاتلين في الولايات المتحدة، لنحصل على نفس النتائج هنا في الفلبين. لهذا السبب، سافر [أسطورة الفنون القتالية المختلطة الفلبينية] إدوارد فولايانغ إلى الولايات المتحدة سابقاً لاكتساب بعض الأفكار وتطبيقها هنا. أنت مُجبر حقاً على البحث واكتساب معلومات جديدة لتصبح مقاتلًا أفضل”.
الانتقال للقتال في وزن الذبابة مستقبلاً؟
في حين يستمر جوشوا باسيو في الهيمنة على فئة وزن القشة، فإنه يفكر بالفعل في الفصل التالي من حياته.
لقد أظهر منذ فترة طويلة أنه قادر على الوصول إلى الحد الأقصى البالغ 56.69 كغ دون تراجع أدائه أو صحته، لكنه يعترف بأنه مع مرور الوقت، قد يجد صعوبة في الحفاظ على وزنه:
“بعد عام أو عامين، إذا واجهت صعوبات في البقاء ضمن فئة وزني، أعتقد أنه يمكنني الصعود إلى وزن الذبابة لأننا لا نستطيع المساومة على أدائي لمجرد الوصول إلى وزن معين. أنا أجيد وزن الذبابة بالفطرة، وأنا الوحيد الذي يستطيع النزول إلى وزن القشة بعد شرب كمية كافية من الماء.
“ما زلت سعيداً بالقتال في هذه الفئة الوزنية. أشعر بالقوة والخفة. إذا استطعتُ تقديم أفضل أداء هنا في وزن القشة، فسأبقى”.
إن احتمال مشاركة باسيو في المنافسة ضمن فئة وزن الذبابة الذي يبلغ 61.23 كغ يفتح الباب أمام احتمالات مثيرة للاهتمام.
إنّ حركته السريعة قد تترجم إلى أداء أكثر تدميراً، في حين أن سجله في النزالات على اللقب قد يجعله تهديداً مباشراً لأي شخص في الفئة الوزنية.
إلى جانب المنافسة بقواعد الفنون القتالية المختلطة التقليدية، أبدى “ذا باشن” اهتمامه باستكشاف القتال بقواعد مختلطة، على غرار المواجهة التي لا تُنسى في عام 2022 بين بطل فنون القتال المختلطة ديميتريوس جونسون وأيقونة المواي تاي رودتانغ جيتموانيون.
فيما يتعلق بالمنافسين المحتملين، فإنه يودّ أن يواجه إما بطل العالم الحالي في المواي تاي والكيك بوكسينغ عن فئة وزن القشة براجانتشاي بك ساينتشاي أو حامل لقب وزن القشة المؤقت في الكيك بوكسينغ جوناثان دي بيلا.
“القتال بقواعد الفنون القتالية المختلطة أو بقواعد مختلطة؟ لمَ لا؟ هذان النزالان رائعان. أودّ أن أجرّب ذلك أيضاً. إذا كان يمكننا القتال بقواعد الكيك بوكسينغ في الجولة الأولى، ثم الانتقال إلى القتال الأرضي، ثم القتال بقواعد الفنون القتالية المختلطة في الجولة الثالثة، أعتقد أنّ النزال سيكون ممتعاً للغاية. إذا منحتني ون تلك الفرصة، سأستغلها”.