روغ روغ يعتنق النجومية بعد فوزه بلقب بطولة العالم في الفنون القتالية المختلطة للوزن الثقيل: “الكل يعرفني الآن”

لم يدرك عمر كاين، الملقّب بـ”روغ روغ”، حجم إنجازه الحقيقي إلا عندما وطأت قدماه أرض داكار.
في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، استُقبل بطل العالم الجديد في الفنون القتالية المختلطة للوزن الثقيل لدى عودته إلى السنغال من قبل آلاف المشجعين في احتفال أسطوري أشبه بعودة رئيس دولة، لا مقاتل.
قبل أيام من هذا الاستقبال التاريخي، كتب كاين اسمه في التاريخ في عرض ONE 169، عندما أصبح أول سنغالي يحقق لقب بطولة العالم في الفنون القتالية المختلطة، بعدما هزم البطل المتعدد الأوزان أناتولي ماليخين.
هذا الإنجاز مثّل تتويجاً لمسيرة مبهرة، بدأها كاين كبطل في المصارعة السنغالية، قبل أن يتحوّل إلى نجم عالمي في الفنون القتالية المختلطة.
والآن، وبعد مرور عدة أشهر على هذا الإنجاز الفاصل في مسيرته، لا يزال كاين يتأمل في الشهرة التي اكتسبها كبطل في بطولة “ون”. وقد قال لموقع onefc.com:
“أنا رجل كبير في إفريقيا. الكل يعرفني هناك، الكل يدعمني. هذه أول مرة بطل عالمي في “ون” يخرج من إفريقيا، والجميع يشعر بالفخر.
الرئيس فخور، والشعب فخور، والجميع سعداء. وأنا كذلك سعيد جداً. أنا أول من يحقق هذا الإنجاز. لكن كل شيء من عند الله، وأشكره على ذلك.”
مسيرة كاين نحو النجومية كانت أشبه بصعود صاروخي.
دخل إلى بطولة “ون” بعد أن صنع اسمه أولاً في بلده الأم كمصارع شعبي. لكن فوزه باللقب العالمي على الحلبة العالمية رفع مكانته إلى مستوى لم يسبق له مثيل.
تغيّرت حياته اليومية بشكل ملحوظ بعد هذا الإنجاز. ففي السابق، كان يتحرك بحرية خارج إفريقيا دون أن يُعرف، أما الآن، فقد أصبح شخصية مشهورة في كل مكان، حتى في دبي التي يقيم فيها منذ أربع سنوات.
وعن هذه الشهرة الجديدة، يقول كاين:
“الناس يعرفونني أكثر في إفريقيا، لكن الآن الكل يعرفني. أنا بطل العالم، ولذلك الكل سيتعرف علي.
عندما أخرج، الناس يخرجون هواتفهم ويطلبون صورة معي.
سواء كانوا من تايلاند أو الفليبين… الآن أحصل على الكثير من الاهتمام. أحب أن يكون لدي جمهور أحبني من قبل، والآن لدي معجبين جدد أيضاً. أنا بطل العالم في “ون”، والكل يعرفني الآن.”
لكن “روغ روغ” لا يرى في هذا النجاح مجداً شخصياً فقط، بل رسالة أمل لكل من يملك حلماً.
قصته تشبه قصة صديقه، نجم المواي تاي السابق، رودتانغ جيتموانيون، حيث انطلق الاثنان من ظروف صعبة ليصبحا أبطالاً عالميين، قادرين على تأمين حياة أفضل لعائلاتهم ومجتمعاتهم.
يقول:
“كل شيء ممكن. أنا ورودتانغ لدينا نفس القصة. لم نملك شيئاً في طفولتنا، والآن نستطيع دعم عائلاتنا وأصدقائنا وزملائنا في العمل.
إنه حلم يمكن تحقيقه لكل من يعمل بجد ويحلم بأن يكون الأفضل.
الأمر لا يتعلق فقط بالرياضات القتالية. يتعلق بأي مجال تختاره في حياتك.
انظر إلى رئيس بلدنا – كان يحلم بأن يكون قائداً عظيماً، وهو الآن يحقق أشياء رائعة. كل ما تحتاجه هو الطموح لتكون الأفضل، وهذا يكفي لتنجح في حياتك.”
أسطورة حيّة في المدارس السنغالية
ربما لا يوجد تكريم أثّر في عمر كاين بقدر إدراجه في المنهاج التعليمي الرسمي في بلاده.
فبطل العالم في الفنون القتالية المختلطة للوزن الثقيل حقق إنجازاً نادراً ما يصل إليه الرياضيون – أن يُصبح جزءاً من المواد الدراسية الإلزامية لجيل كامل من الطلاب.
وقد شرح الأمر قائلاً:
“أنا الآن موضوع في المدارس الثانوية. يعني عندما يكون التلاميذ في المرحلة الثانوية، هناك امتحان في أحد المواد تتضمّن أسئلته معلومات عني.
إنه شيء لا يُصدّق. يا له من شرف أن يحقّقه رياضي في حياته.
أنا أسعى دائماً لأن أكون أعظم رياضي ممكن، لكن أن أكون على أوراق الامتحانات؟ هذا شيء لم أكن أحلم به حتى.”
هذا التكريم يضع “روغ روغ” في مصاف أعظم الشخصيات في تاريخ السنغال.
وبالنسبة لشخص نشأ وهو يُعجب بأبطال الرياضة في بلاده، خصوصاً في مجال المصارعة التقليدية، فإن هذا الاعتراف يُمثّل قمة المجد وتأكيداً على أن رحلته من تلميذ إلى مصارع، ثم إلى أسطورة، لم تكن عبثاً.
لطالما كانت المصارعة السنغالية جزءاً لا يتجزأ من النسيج الثقافي للبلاد، حيث أنجبت أجيالاً من الأبطال المحبوبين. وكان كاين مثل غيره، يقضي شبابه وهو يدرس سِيَر هؤلاء النجوم ويحلم أن ينضم إليهم ذات يوم.
لكن اليوم، بعد أن تجاوز المصارعة التقليدية ووصل إلى العالمية عبر الفنون القتالية المختلطة، حقّق ما لم يحققه حتى أبطاله في الطفولة:
“كل أبطال كرة القدم لدينا تعلّمنا عنهم، وقد أنجبنا الكثير منهم.أما في الرياضات القتالية، فالمصارعة السنغالية جزء كبير من ثقافتنا، وكانت هي مدرستي.
كنت آكل وأشرب وأنام وأنا أتعلم عن هؤلاء النجوم وأحلم أن أكون واحداً منهم. واليوم، لا أشعر بالخجل أن أقول: أنا أعظمهم جميعاً.”