تعرّف على نجم المواي تاي المغربي زكريا الجماري: “عقلية البطل”

Zakaria El Jamari Ali Saldoev ONE 166 39 scaled

ولد نجم المواي تاي المغربي، زكريا الجماري، ليكون مقاتلاً.

سيسجّل المغربي ظهوره الثاني في “ون” ويبحث عن أول انتصار له عندما يواجه ثونغبون بك ساينشاي في نزال مواي تاي عن فئة وزن القشّة في 4 أيار/مايو في عرض ONE Fight Night 22.

يُعرف الجماري على نطاق واسع بأنه أحد أفضل المقاتلين الموهوبين في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يحدث ضجة إذا تمكن من هزيمة الملاكم التايلاندي الشهير عندما يلتقيان في ملعب “لومبيني” الشهير للملاكمة في العاصمة التايلاندية بانكوك.

وقبل أن يعود إلى الحلبة العالمية، لنلقي نظرة على رحلة الجماري إلى أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم.

طفولة معارك الشوارع

ولد الجماري ونشأ في حي من الطبقة المتوسطة في العاصمة المغربية الرباط.

يتذكر طفولته الصعبة والمتعثرة، والتي تميزت من العراك بالأيدي. قال المقاتل متعدد المواهب لموقع onefc.com:

“كنت أشارك في نزالات الشوارع مع الأولاد الآخرين الذين كانوا يتجمعون ويشكلون حلقات، وكان اثنان منهم يتقاتلان وجهاً لوجه. الحي جعلني مقاتلاً”.

وفي حين أن الحي الذي عاش فيه ربما ساعد على تحويله إلى المقاتل الذي هو عليه اليوم، إلا أن القتال بالأيدي يسري في دماء الجماري. حيث يمارس شقيقاه – أحدهما أكبر منه والآخر أصغر منه – الفنون القتالية.

حقق شقيقه مهدي الجماري نجاحاً على مستوى عالٍ وهو بطل مواي تاي دولي في WBC.

الجماري تحدث عن عائلته المقاتلة:

“نحن عائلة مغربية تقليدية محافظة. نحن قريبون من بعض. نحن نحب بعضنا البعض. أنا وإخوتي نتدرب معاً ونساعد بعضنا البعض”.

“أود أن أقول إنني الأقرب إلى أخي الأصغر، مهدي، لأننا بدأنا تدريبنا سوياً، وشاهدنا النزالات والأفلام معاً حتى انتقل إلى إسبانيا”.

العثور على النزالات المنظمة

ومع وجود عدد لا يحصى من المعارك في الأحياء القريبة منه، بدأ الشاب المغربي في إظهار موهبة حقيقية في القتال بالأيدي.

جذبت مآثر الجماري في الشوارع انتباه مدرب ملاكمة محلي، مما دفعه إلى نقل قدراته القتالية إلى النادي الرياضي:

“عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري، رآني مدرب الملاكمة وأنا أقاتل، وقال إن لدي ما يلزم لأصبح مقاتلاً، وأنه يجب علي أن أتعلم قواعد القتال. انضممت إليه وتعلمت كيفية القتال داخل الحلبة”.

وسرعان ما وقع الجماري في حب فن الملاكمة، وجرب الكيك بوكسينغ والملاكمة. لكن سلسلة أفلام أونغ باك، بما تتضمنه من عروض مبهرة للمواي تاي، هي التي أوصلته إلى “فن الأطراف الثمانية”.

بعد عامين فقط من التدريب، شارك في المواي تاي لأول مرة، وسجل أول ضربة قاضية له في مسيرته المهنية:

“بدأت في الكيك بوكسينغ، ثم انتقلت إلى الملاكمة وأخيراً إلى المواي تاي. لقد اخترت المواي تاي بعد أن شاهدت نزالات كجزء من برنامج تلفزيوني تايلاندي، بالإضافة إلى كلا الجزأين من فيلم أونغ باك”.

“لقد خضت أوّل نزال لي عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري. كان ذلك في المغرب، وفزت في ذلك النزال بالضربة القاضية”.

التغلب على الشدائد

بمجرد أن بدأ مسيرته في المواي تاي، ارتقى الجماري سريعاً في ترتيبات الفئة، وفاز بألقاب عربية في كل من المواي تاي والكيك بوكسينغ ليثبت نفسه كواحد من أسرع النجوم صعوداً في المنطقة.

لكن بينما كان يحقق النجاح على المستوى الإقليمي والدولي، كان المقاتل الشاب يكافح خلف الكواليس. عندما كان عمره 26 عاما، وقعت المأساة:

“أصعب فترة في حياتي جاءت بعد وفاة والدي. كان يعمل بقّالاً. توفي عام 2015.”

بينما كان الجماري لا يزال حزيناً على فقدان والده، واجه لحظة حاسمة في مسيرته. وبدلاً من البقاء في المغرب حيث الفرص المتاحة للرياضيين المحترفين محدودة، قرر الانتقال إلى دبي لتحقيق حلمه في أن يصبح بطلاً للعالم.

في نهاية المطاف، أتى الانتقال إلى الإمارات العربية المتحدة بثماره، وسرعان ما ارتقى الجماري بمسيرته المهنية إلى آفاق جديدة:

“كان علي أن أعمل. بعد أربعة أشهر من وفاة والدي، غادرت المغرب وسافرت إلى دبي. كان ذلك في أوائل عام 2016. عملت كمدرب شخصي، وبحثت عن الفرص لخوض النزالات. كنت دائما أتطلع إلى أن أصبح مقاتلاً محترفاً. كنت أقول لنفسي دائماً: أستطيع أن أكون مدرباً، لكني بطل، ولست مجرد مدرب. لدي عقلية البطل”.

“بمجرد أن حصلت على فرصتي في دبي، فزت في النزالات. وفي النهاية أصبحت مقاتلاً محترفاً، وحسّنت ظروفي المعيشية. كنت أعلم أنني أسير على الطريق الصحيح.”

رياضي مغربي فخور

على الرغم من أنه نجح في هزيمة الخصوم بسهولة نسبية، إلا أن رحلة الجماري تحت أضواء بطولة “ون” الساطعة لم تكن سهلة.

كما أوضح، فإن المغرب يفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتطوير المقاتلين المحترفين:

“المقاتلون من المغرب بحاجة إلى التحلي بالصبر الشديد. نحن نفتقر إلى الرعاة والدعم المالي. كان علي أن أعمل وأتدرب بنفسي. إن الاحتراف ليس بالأمر السهل على المقاتل المغربي”.

ورغم تلك العوائق، يقول الجماري أن المغرب يعتبر مرتعاً للمواهب في الرياضات القتالية.

ولكي يصلوا إلى مستوى عالمي، يجب على المقاتلين المغاربة أن يقبلوا أنه لن يُمْنحوا أي شيء؛ يجب أن يحافظوا على الانضباط والتفاني للحفاظ على مسيرتهم القتالية.

يقول الجماري إن هذا المصاعب التي واجهها هي التي جعلت منه مقاتل النخبة الذي هو عليه اليوم:

“المغرب لديه الكثير من المواهب العظيمة. القتال يجري في دمائنا. يحب الناس الكيك بوكسينغ والمواي تاي وجميع الرياضات القتالية. ولكن ليس من السهل القيام بذلك. كان علي أن أوازن وقتي وطاقتي بين العمل والتدريب. كنت أذهب للجري في الصباح، ثم أذهب إلى المدرسة. ثم كان علي أن أعمل. لكي تصبح مقاتلاً محترفاً، عليك أن تواجه الصعوبات. ولكن في ظل هذه الظروف الصعبة، وليس في حياة الترفيه، يُوْلد البطل. يحتاج المقاتل إلى انتظار التوقيت المناسب واغتنام تلك الفرصة”.

المزيد من المقالات

Adrian Lee 2
Sinsamut Klinmee Dmitry Menshikov ONE Fight Night 22 43
Halil Amir Ahmed Mujtaba ONE Fight Night 16 32 scaled
Smilla Sundell Allycia Hellen Rodrigues ONE Fight Night 14 55 scaled
Zakaria El Jamari Ali Saldoev ONE 166 39 scaled
Regian Eersel Alexis Nicolas ONE Fight Night 21 22
Jake Peacock Kohei Shinjo ONE Friday Fights 58 48
Regian Eersel Dmitry Menshikov ONE Fight Night 11 64
Jackie Buntan Martine Michieletto ONE Fight Night 20 6
Tang Kai Thanh Le ONE 166 43 scaled
Brandon Vera Amir Aliakbari ONE 164 1920X1280 67
Al Qahtani 1200X800